هل يجب على الوالدين التحدث مع طفل يعاني من زيادة الوزن عن وزنه أم يجب عليهم تجنب الحديث عنه؟ يكون والدي مثل هذا الطفل في حيرة من أمرهما وهما يواجهان المعضلة التالية: فإذا تحدثا عن الموضوع، فقد يحرجان الطفل أو يتسببان في إصابته باضطراب في الأكل. ومن ناحية أخرى، إذا لم يقولا شيئا، فإنهما يهملان علاج مشكلة السمنة. فهل يجب على الأهل التحدث أم الصمت؟
تزعم دراسة نشرت في مجلة اضطرابات الأكل والوزن أن الأهل الذين يعلقون، بحسن نية، على وزن الطفل ويتسببون في سلوكيات غذائية غير صحية، والشراهة واضطرابات الأكل ويسببون في الواقع السمنة. كما أن الأمر يجعل الطفل يستوعب الصور النمطية السلبية حول وزن الجسم. ويكون التأثير أكثر تدميراً بشكل رئيسي على الفتيات بسبب الرسائل الاجتماعية الخاصة بهن. يمكن لتعليق أحد الوالدين حول وزن ابنته أن يسبب عدم رضاها عن وزنها طيلة حياتها بشكل مزمن، حتى لو لم تكن تعاني من زيادة الوزن.
أظهرت دراسات أخرى أن الأهل الذين يشجعون المراهقين على إنقاص الوزن يجعلونهم أكثر عرضة لخطر انخفاض احترام الذات والاكتئاب. وقد وجد أيضًا أن القليل من التعليقات لها تأثير مماثل للعديد من التعليقات طوال الوقت.
إن التعامل مع طفل يبلغ من العمر 8 سنوات لا يشبه التعامل مع طفل يبلغ من العمر 16 عامًا. فمع الأطفال الصغار، يجب أن تتحدث أقل ونفعل أكثر . ما عليك سوى إجراء تغييرات في نمط حياتك تؤدي إلى نتيجة صحية للوزن. عليك تجنيد جميع أفراد الأسرة للعيش بصحة أفضل. عليك إدخال الصحة إلى المنزل بطريقة ممتعة، من خلال التسوق والطبخ والرياضة معًا. وهذا أفضل من الحديث المباشر عن الموضوع الذي يضر بثقتهم بأنفسهم. يتمتع أهل الأطفال الصغار بقدر أكبر من السيطرة على ما يأكلونه. وفقا للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، يجب على الأهل ألا يتحدثوا عن الوزن والنظام الغذائي والسعرات الحرارية، بل يجب عليهم فقط تشجيع الأطفال على اتباع أسلوب حياة صحي. لا يرى عدد كبير من الأطفال الصغار العلاقة بين الطعام والخمول وكيف تبدو أجسادهم. كما أنهم لا يفهمون العلاقة بين السمنة والأمراض، لذلك من الأسهل أن نقول لهم، على سبيل المثال، "إذا كنت تأكل الكثير من الخضار وتلعب في الخارج أكثر، فسوف تركض دون تعب". يجب أن يكون موضوع المحادثة هو ما يساهم به الطعام في أجسامنا، مثل الطاقة اللازمة للركض والقفز واللعب والدراسة بشكل أفضل وعدم الحديث عن الأشياء السيئة التي ستحدث لنا من الطعام السيئ. بالإضافة إلى ذلك، فإن أسلوب الحياة الصحي هو أيضًا محادثة حول وقت الشاشة ووقت النوم.
يجب على الأهل أن يكونوا موحدين في موقفهم وتصرفاتهم. إنهم قدوة، فلا يكفي تشجيع السلوك الصحي لدى الطفل إن لم يمارسه الوالدان. يجب على أحد الوالدين أن يقول كم هو ممتع تناول تفاحة بدلاً من الحلوى التي تتسبب في السمنة، وكم هي ممتعة ممارسة الرياضة. وينبغي استشارة اختصاصي التغذية فيما يتعلق بالتغيرات في نمط حياة الأطفال الصغار، من دون اصطحاب دون الطفل.
يجب سؤال الأطفال الأكبر سنًا والمراهقين الذين يتخذون قراراتهم الغذائية بأنفسهم عن آرائهم بدلاً من إلزامهم بآرائكم. اسألوهم، على سبيل المثال، "ما هو شعورك تجاه نمط حياتك؟" أو "هل أنت قلق بشأن الطريقة التي تغذي بها جسمك؟". دعوهم يفكرون في مثل هذه المصطلحات. في بعض الأحيان تكون اضطرابات الأكل لدى المراهقين مثل الشراهة، أو القيود الغذائية، أمرا مزعجا. يجب التعامل مع المشاعر القوية التي يمرون بها، ويجب على الوالدين الاهتمام بالمشاعر وتوجيهها بطرق صحية.
عليكم سؤال الطفل عن رأيه في كل شيء، بما في ذلك التغييرات التي تجرونها في المنزل. تحدثوا بحساسية عن التغيرات في الوزن ونمط الحياة واحترم استعداد الطفل للتغيير. إن فرض التغيير عندما لا يكون الطفل مستعداً لذلك، يؤدي إلى نتيجة عكسية. بدلًا من ذلك، عليكم سؤالهم عن شعورهم حيال ذلك، وما هي أهدافهم، وعليكم إخبارهم بأنكم موجودون دائما من أجلهم.
للتلخيص، نعيش نحن وأطفالنا في مجتمع ينتقد الوزن الزائد بينما يوفر في الوقت ذاته كل ما يمكن أن يتسبب في زيادة الوزن. المعضلة التي يواجهها الأهل تتعلق بمسألة صحة أطفالهم، ونموهم ولديهم مشاعر إيجابية عن أجسادهم.
إن الانتقاد والشعور بالذنب غير مفيدين، ويجعلان الأطفال يشعرون بالسوء تجاه أنفسهم. من المهم أن تروا الطفل، لا الأرقام الموجودة على الميزان. فالطفل أكثر من مجرد وزن، عليكم امتداحه على كل النقاط الإيجابية التي فيه، لكي يتمتع بتقدير جيد لذاته ولكي يتمكن من التعامل مع مشكلات الوزن أيضًا. عليكم التأكيد على، والتحدث عن، أهمية الصحة والسلوك الصحي وليس عن النحافة.