أعراض انقطاع الطمث عند النساء - إليك كل ما يجب أن تعرفيه عن عملية انقطاع الطمث

فترة انقطاع الطمث، الناجمة عن انخفاض إنتاج الهرمونات في جسم المرأة، هي فترة من التغيرات الجسدية - التي تشمل موجات الحرارة العالية المألوفة. على الرغم من أن الأمر لا يشكل، بل أمرا طبيعيا إلا أنه من المهم أن تعرفي أن هذه الأعراض إن أخلت بجودة حياتك، فيمكن معالجتها.

إن سن التحول، والمعروف باسم انقطاع الطمث، هو مرحلة طبيعية في حياة كل امرأة. وهي المرحلة التي ينتهي فيها الحيض (الطمث)، وتتوقف الإباضة، ولا تعود المرأة فيها قادرة على الحمل والولادة - بمعنى أنها لم تعد في سن الإنجاب.
على عكس الرجال الذين قد يستمرون في إنتاج الحيوانات المنوية حتى سن الشيخوخة، تولد النساء مع كمية معينة من البويضات، والتي تتناقص مع مرور السنين. عندما تنخفض البويضات في المبيضين، يحدث انخفاض في كمية هرمون الأستروجين والبروجسترون في جسم المرأة.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه العملية لا تحدث دفعة واحدة، وقد تستغرق عدة سنوات. يبدأ انقطاع الطمث عادةً بين سن 45-55 عامًا، ويبلغ متوسط ​​العمر 51 عامًا.

ما هي أسباب انقطاع الطمث؟

  1. عملية طبيعية: هذا هو السبب الأساسي لدى معظم النساء - فانقطاع الطمث هو مرحلة طبيعية (إذا حصل في السن المناسبة)، وينتج عن انخفاض كمية الهرمونات المسؤولة عن الدورة الشهرية، مما يؤدي إلى انقضاء مرحلة الخصوبة.
  2. استئصال المبيضين: تعاني النساء اللاتي يخضعن لعملية استئصال المبيض، لأسباب مختلفة، من توقف الدورة الشهرية وأعراض انقطاع الطمث، على سبيل المثال الهبات الساخنة.
  3. علاجات السرطان: قد تعاني النساء اللاتي خضعن لعلاجات السرطان، مثل العلاج الكيميائي والإشعاعي، من ضعف الخصوبة وحتى انقطاع الطمث. لذلك، غالبًا ما تتلقى النساء اللاتي تم تشخيص إصابتهن بالسرطان خلال سنوات الإنجاب توصية بالخضوع لعلاجات الحفاظ على الخصوبة.
  4. الانقطاع المبكر للطمث: هناك نساء يدخلن مرحلة انقطاع الطمث في سن مبكرة نسبيا، وسبب ذلك هو الاضطراب في العمليات الهرمونية، وهو ما يعرف بقصور المبيض المبكر وقصور المبيض الأولي.

هناك الكثير من العوامل التي تؤدي إلى هذه الحالة، بما فيها الميل الوراثي. إذا تم اكتشاف الحالة في مرحلة مبكرة، عندما تكون المرأة لا تزال قادرة على الخصوبة، فغالبًا ما تكون التوصية هي الخضوع لعملية الحفاظ على الخصوبة

فترة ما قبل انقطاع الطمث

تبدأ أعراض انقطاع الطمث غالبًا قبل سنوات قليلة من انقطاع الطمث، في فترة تُعرف باسم فترة ما قبل انقطاع الطمث (بريمنوبوزا ) (وليس كما هو الخطأ الشائع "بارا منوبوزا)، وتنشأ بسبب التغيرات الهرمونية. ويظهر التعبير عن ذلك بشكل رئيسي في فترة الحيض، على سبيل المثال:

  • الحيض أكثر أو أقل في كثير من الأحيان من المعتاد.
  • أن تكون فترة نزيف الحيض (الدورة الشهرية) أقصر مما كانت عليه من قبل.
  • عدم انتظام الدورة الشهرية.

في بعض الأحيان أيضا، تشعر النساء ببدء أعراض انقطاع الطمث خلال هذه الفترة، كما هو الحال في موجات الحرارة. تجدر الإشارة إلى أنه خلال الدورة الشهرية ينصح باستخدام وسائل منع الحمل إذا كنت لا ترغبين في الحمل، حيث إن فترة الخصوبة لم تنته بعد.
بالمناسبة، يجب علينا أن نشير هنا إلى أنه لدى حصول أية تغيرات في الدورة الشهرية - من ناحية زيادة، أو انخفاض وتيرتها، أو قلة النزيف ،أو زيادته، إلخ- فمن المستحسن أن تخضعي للفحص من قبل طبيب أمراض النساء. هناك أسباب مختلفة قد تؤدي إلى هذه التغييرات، لذا يجدر طلب المشورة من أجل الحصول على التشخيص والعلاج المناسب.

ما هي أعراض سن انقطاع الطمث؟

عندما يتوقف المبيضان عن العمل وتنخفض مستويات هرمون الأستروجين، يمكن ملاحظة بدء الأعراض النموذجية. من المهم ملاحظة أن هذه الأعراض تختلف من امرأة إلى أخرى - فبعض النساء يعانين من أعراض خفيفة (أو لا يعانين على الإطلاق)، وقد تشعر نساء أخريات بتغير نوعي في جودة نتيجة للأعراض.
الأعراض الشائعة لانقطاع الطمث ما يلي:

  1. موجات الحرارة: العارض الأكثر شيوعا. وعادة ما يبدأ كشعور مفاجئ بالحرارة في الصدر والوجه، ثم ينتشر إلى بقية الجسم. تستمر موجة الحر عدة دقائق، قد تتعرق خلالها بعض النساء، ويشعرن بخفقان القلب وحتى القلق.
    في بعض الأحيان تبدأ موجات الحرارة قبل آخر دورة شهرية، وقد تظهر عدة مرات في اليوم. وتستمر فترة الموجات الحارة في المتوسط ​​حوالي أربع سنوات.
  2. التعرق الليلي: عندما تظهر موجات الحرارة في الليل فإنها تسمى التعرق الليلي. في كثير من الأحيان تشوش هذه الظاهرة النوم.
    تجدر الإشارة إلى أن حالات مختلفة قد تؤدي إلى التعرق الليلي، فإذا كنت تعانين من التعرق الليلي، ينصح باستشارة طبيب العائلة و/أو طبيب أمراض النساء والتأكد من أن سبب التعرق الليلي هو انقطاع الطمث.
  3. مصاعب النوم: في بعض الأحيان، قد تواجه النساء صعوبة في النوم أثناء انقطاع الطمث، حتى بدون التعرق الليلي. قد تظهر الاضطرابات على شكل صعوبة في النوم، والاستيقاظ المتكرر، وغير ذلك الكثير. ومن الجيد معرفة أن هناك علاجات مختلفة لصعوبات النوم، لذا ينصح باستشارة الطبيب المعالج حول الموضوع
  4. جفاف المهبل: يؤثر انخفاض مستويات هرمون الأستروجين أيضا على أنسجة المهبل، مما قد يؤدي إلى الجفاف والحكة والألم أثناء الجماع. يمكنك استخدام مزلق مخصص ، ويمكنك أيضًا علاجه بالأستروجين المهبلي كعلاج موضعي في منطقة المهبل.
  5. التغيرات في الشهوة الجنسية: قد تشعر العديد من النساء بانخفاض الرغبة الجنسية، والذي يمكن أن يكون نتيجة لأسباب مختلفة - التغيرات الهرمونية، والحالات الطبية والأدوية، وحتى الاكتئاب والقلق. قد يؤدي انخفاض الرغبة الجنسية إلى الشعور بالإحباط والإضرار بنوعية الحياة.
    إن كانت تصيبك هذه الأعراض، فمن المفيد والموصى به مشاركة المشكلة مع طبيبك المعالج، والتشاور حول خيارات العلاج المناسبة لك. الجنس جزء طبيعي من حياتنا، وبالإمكان معالجة هذه الصعوبات أيضًا
  6. الاكتئاب: تعاني العديد من النساء من تغيرات في المزاج خلال فترة انقطاع الطمث، والتي قد تظهر في الحزن و/أو العصبية، ومصاعب في التركيز والذاكرة، عدم الاهتمام بالأنشطة المختلفة، صعوبات في النوم (النوم الكثير و/أو صعوبة في النوم)، تغيرات في الرغبة الجنسية، وغيرها.

إذا شعرت بأعراض مشابهة، فمن المهم طلب المساعدة- من طبيب العائلة و/أو من شخص في مجال الصحة العقلية - طبيب نفسي و/أو طبيب نفسي
قد تؤثر التغيرات الهرمونية أيضًا على أجهزة أخرى في الجسم. قد يؤدي انقطاع الطمث إلى هشاشة العظام (ترقق العظام)، وهي حالة شائعة نسبيًا تزيد من خطر الإصابة بكسور العظام. كما أنه خلال هذه الفترة قد يزداد خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وهي حالات غير شائعة بين النساء في سن الإنجاب.
ولهذا السبب، من المهم إجراء متابعة منتظمة مع طبيب الأسرة، الذي سيوصي بإجراء الاختبارات المناسبة من أجل الكشف عن الأمراض المختلفة التي تكون أكثر شيوعًا بعد سن الإنجاب.

علاج أعراض انقطاع الطمث

لا يتطلب انقطاع الطمث في حد ذاته علاجًا طبيًا، ولكن يمكن تخفيف الأعراض من خلال العلاجات المختلفة:

  • العلاج الهرموني المعتمد على الأستروجين (وعادة مع إضافة البروجسترون) هو العلاج الأكثر فعالية لمعظم الأعراض. تتجنب العديد من النساء هذا العلاج خوفًا من الآثار الجانبية، لكن يجب أن تعلمي أن العلاج آمن، ولا يوجد سوى عدد قليل من الحالات المحددة التي لا ينصح فيها باستخدام هذا العلاج.
    أنت مدعوة لاستشارة طبيب / ـة النساء الخاص/ـة بك فيما يتعلق بالعلاج الأنسب لحالتك
  • العلاج الهرموني الموضعي (أستروجين مهبلي):مناسب بشكل خاص للنساء اللاتي يعانين بشكل رئيسي من أعراض جفاف المهبل، من دون موجات الحرارة. وهو علاج يُعطى موضعيًا في المهبل ويطلق كمية صغيرة من هرمون الأستروجين
  • مضادات الاكتئاب (SSRI): يمكن لبعض مضادات الاكتئاب أن تقلل من موجات الحرارة، وهي مناسبة للنساء غير المهتمات بالعلاج الهرموني. وبطبيعة الحال، إذا كان هناك أيضًا اضطراب في المزاج، فإن مضادات الاكتئاب قد تساعد في هذا الأمر أيضًا
  • العلاجات المكّملة: هناك نساء يشعرن أن تمارين التنفس واليوغا والتأمل والتدليك وغيرها من العلاجات لتقليل التوتر تساعدهن على التعامل مع أعراض انقطاع الطمث. أنت مدعوة للتوجه إلى لئوميت من أجل تلقي معلومات إضافية حول العلاجات المناسبة.
  • علاجات أخرى: كما ذكرنا أعلاه، فإن فترة انقطاع الطمث تكون مصحوبة بتغيرات في الجسم بأكمله، على سبيل المثال زيادة خطر الإصابة بهشاشة العظام. إذا تمت التوصية بعلاج هذه الحالات، على سبيل المثال تناول فيتامين د و/أو الكالسيوم بسبب هشاشة العظام، فمن المهم الاستمرار في العلاج.

تكييف نمط الحياة مع التغييرات في الجسم

هناك تغييرات وعادات صغيرة يمكن اعتمادها من أجل تحسين نمط الحياة وتقليل خطر الإصابة بالأمراض المختلفة في المستقبل، لكي نحافظ على صحتنا وقوتنا.

  • للتخفيف من موجات الحر، حاولي ارتداء ملابس على شكل طبقات يمكن لك خلعها لدى الحاجة. وبطبيعة الحال، تذكري أن تشربي الكثير من الماء
  • بالإضافة إلى العلاج الهرموني (الموضعي أو العام)، فإن استخدام مواد الترطيب الخاصة يمكن أن يخفف من أعراض جفاف المهبل.
  • اهتمي بممارسة النشاط البدني بانتظام - من أجل تقليل التوتر، وتقوية العضلات (تميل الكتلة العضلية إلى الانخفاض مع تقدم العمر)، والحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية، وحتى صحة العظام - فالنشاط البدني المنتظم له تأثير إيجابي على العظام، وهي مسألة مهمة بالنسبة للنساء أثناء فترة انقطاع الطمث وبعدها.
  • أداء تمارين لعضلات قاع الحوض، مثل تمارين كيجل وتمارين البيلاتس. تعد هذه التمارين هامة لتقليل خطر هبوط أعضاء الحوض.
  • إن اتباع نظام غذائي صحي غني بالبقوليات والحبوب الكاملة والخضروات والفواكه مهم للحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية، وتقليل خطر الإصابة بمرض السكري، والحفاظ على نشاط الأمعاء الطبيعي، والحفاظ على حيوية الجسم.
  • امتنعي عن التدخين الذي يعد عامل خطر للإصابة بأمراض القلب، والسكتة الدماغية، والسرطان، وغيرها. تتوفر اليوم علاجات مختلفة تساعد في الإقلاع عن التدخين. أنت مدعوة للاتصال بطبيب العائلة لاستشارته بشأن الإقلاع عن التدخين.
  • ولا تنسي الخضوع للفحوصات الروتينية بحسب التوصيات الطبية. فحوصات الثدي، والتصوير الشعاعي للثدي، الفحص من قبل طبيب أمراض النساء بما في ذلك مسحة عنق الرحم إذا استدعت الحاجة، اختبار كثافة العظام - كل هذه الاختبارات وغيرها مصممة للحفاظ على صحتك والمساعدة في الكشف المبكر عن الأمراض. اتصلي بطبيب العائلة الخاص بك واستشر حول الاختبارات الموصى بها لك.

نظن أنك قد تكون مهتم