هل طفلي بحاجة إلى علاج وظيفي

الحركة كجزء أساسي من النمو منذ أيامهم الأولى، يستخدم الأطفال أجسادهم للتعرف على العالم. تعد الحركة واللمس ضرورية لنموهم السليم - جسديًا وعاطفيًا ومعرفيًا. الحركات الخشنة هي جزء من ألعاب الطفولة التي يتعلمون من خلالها عن المجتمع، وعن الآخر والاندماج واللعب معه، والحركة هي وسيلة يتعلم بها الأطفال التعبير عن مشاعرهم والتخلص من الغضب. تساعد العضلات القوية في التعلم والكتابة وفهم العالم.

إن القدرة على الحركة هي التي تجعل من الممكن النهوض، والمشي، والإبداع، والتجربة. تعد الحركات الدقيقة جزءًا لا يتجزأ من الأداء اليومي وارتداء الملابس، والأكل المستقل ،والرعاية، والعناية. إنها جزء من تعلم الأطفال وإبداعهم وتعبيرهم.

في بعض الأحيان، يواجه الأطفال صعوبة في واحدة أو أكثر من الوظائف الحركية. فإمساكهم بالقلم غير صحيح، وكتابتهم تكون بطيئة وغير واضحة، وعدم قدرتهم على إدخال الخرز في الخيط، أو عدم القدرة على القفز على ساق واحدة، أو كثرة السقوط والتعثر.

تعد المهارات الحركية الخشينة والدقيقة ضرورية لتحقيق الأداء الأمثل عند البالغين. فهي جزء لا يتجزأ من المتطلبات اليومية المتوقعة من الأطفال وتشكل أساس مهارات التعلم.

الجوانب المختلفة المتعلقة بالأداء، والتي يتم التركيز عليها أثناء العلاج الوظيفي

  • الجوانب الحركية: الحركة، الإحساس، وتنسيق الحركة
  • الجوانب المعرفية والإدراكية: الانتباه، التنظيم، التخطيط، الإدراك البصري، حل المشكلات.
  • الجوانب العاطفية والبيئية: القدرة على التكيف، والاستقلالية، وزيادة القدرة على الاحتمال، والأنشطة الترفيهية (التعرض لمحفزات التعلم الحسية / الإدراكية، وبرنامج العمل اليومي)، والشعور بالأمان والقدرة، وغيرها.

مجالات المهارة التي يمكن للعلاج الوظيفي أن يساعد فيها

عندما تتأخر أو تتضرر المهارات الأساسية في مجالات مختلفة – مثل المهارات الجرافو-حركية، أو القدرة على التنظيم، أو التوازن والمعالجة الحسية – قد يؤدي ذلك إلى صعوبات في أداء الأنشطة اليومية، وبطء في الإنجاز، وأحيانًا إلى الإحباط. في مثل هذه الحالات، يمكن للعلاج الوظيفي أن يساهم في تقوية وتطوير القدرات، وتزويد الشخص بأدوات مناسبة للتعامل بشكل أكثر فاعلية.

التنظيم والمعالجة الحسية

التنظيم الحسي هو عملية رئيسية لمعالجة المعلومات، وهي تشمل جميع الأنظمة الحسية، وتشير إلى قدرة الطفل على تنظيم استجاباته للمحفزات المحيطة بطريقة متكيفة وقادرة على التعود، وبالتالي تنتج استجابة مثالية تساعده على المشاركة في الأنشطة.

المهارات الحركية الغليظة والدقيقة

النشاط الحركي الذي يشمل مجموعات العضلات الكبيرة أو الصغيرة، لغرض إتمام الوظائف اليومية (اللعب، التعلم، الرعاية الذاتية، وما إلى ذلك)

المهارات الكتابية والرسومية

القدرة على استخدام أدوات الكتابة بشكل يلائم سن النمو الذي ينتمي إليه الطفل. يتطلب الإمساك الناضج بالأداة الفصل الناجع بين الحركات، ويدا ثابتة من أجل العمل لفترة طويلة من دون تعب.

الإدراك البصري

العملية التي يتم من خلالها إدراك وتفسير المحفزات البصرية وتفسيرها لتشخيص الأغراض / الأشكال، إلخ.

التنظيم

القدرة على التصرف بشكل ناجع من ناحية معايير الوقت، المكان، التسلسل، البيئة، استخدام الأغراض.

الوظائف اليومية

تناول الطعام، ارتداء الملابس، التنظيف، التنقل، وغيرها.

التدخّل العلاجي

تدار العملية العلاجية من خلال التعاون مع البيئة الطبيعية للطفل، وخصوصا عائلته وبيئته التعليمية. ويرتكز العلاج على مبادئ نهج المتعالج نفسه في المركز، والنهج الذي يركز على العائلة.

العلاج عبارة عن لقاء تفاعلي ممتع قائم على اللعب، حيث تستخدم أخصائية العلاج الوظيفي وسائل وأنشطة مخصّصة للطفل، تتيح له خوض تجارب أداء مهارات مختلفة ضمن أجواء من التعلم والنجاح.

يُركز العلاج على الاستماع لاحتياجات الطفل ورغباته، ومراعاة قدراته وتحدياته الفردية. يُطلَب من أخصائيي وأخصائيات العلاج الوظيفي أن يكونوا مبدعين ومرنين، وأن يكيّفوا العلاج مع اهتمامات الطفل باستخدام وسائل تتناسب مع عمره وقدراته.

بعد اللقاء الأوّل بين الطفل وولي أمره مع أخصائية العلاج الوظيفي، يتم جمع معلومات منهجية تتعلق بالوظائف اليومية (الأكل والشرب، ارتداء الملابس، النوم والاستحمام) بالإضافة إلى وظائف أخرى مرتبطة باللعب، التعلم وأوقات الفراغ. وبناءً على عملية التقييم هذه، يتم إعداد خطة علاجية شخصية مصممة خصيصًا لتناسب الطفل واحتياجاته، مع تحديد أهداف علاجية مرتبطة بوظائف الطفل وبيئته.

غالبًا ما يكون العلاج فرديًا، لكنه قد يتم أيضًا بشكل ثنائي أو في مجموعات صغيرة وفق الحاجة.

العمل مع الوالدين

إن وجود الوالدين في غرفة العلاج له أهمية كبيرة، لغرض مراقبة نمو أطفالهم و لغرض الحصول على الأدوات والإرشادات لتنفيذها في المنزل.
يكون الوالدان شريكان في تحديد الأهداف العلاجية وفي تحقيق هذه الأهداف، وهما يحصلان على التوجيه والإرشاد لمواصلة العمل في المنزل.

علامات تحذيرية

راحيل جافني، معالجة وظيفية في لئوميت خدمات الصحة، توضح لنا العلامات التحذيرية التي ينصح جرّاءها بالتوجه لتلقي تشخيص لدى معالج وظيفي:

  • التأخر في إنجاز مراحل النمو مثل المشي والجري والقفز وفي سن متأخرة التأخر في المهارات الحركية الدقيقة واستخدام قلم الرصاص وما إلى ذلك.
  • تجنب اللعب في الأماكن المفتوحة، أو الركض، أو التسلق، أو القفز.
  • الميل إلى السقوط، والتعثر، والاصطدام بالأغراض.
  • الجلوس منحنيًا على الطاولة، وكثرة الحركة على الكرسي، وصعوبة الحفاظ على التوازن ضد قوة الجاذبية بمرور الوقت والانحناء بمرور الوقت نحو الطاولة.
  • تجنب ملامسة أو تجربة مواد مختلفة مثل دهانات الأصابع والغراء والمعجونة، والنفور من أنواع القماش المختلفة، وتجنب الاتساخ، ورفض المشي حافي القدمين، والنفور من الرمال، ورفض أو تجنب الأنشطة المتعلقة بالنظافة مثل تنظيف الأسنان، وقص الشعر، قطع الأظافر، الخ.
  • رفض الرسم أو التلوين، وتجنب الألعاب مثل الليغو أو المكعبات التي تتطلب مهارات بناء ودقة، والتعب السريع من أنشطة الكتابة أو الرسم.
  • المصاعب في تنظيم القوة - الضرب أو القرص أو الدفع بقوة غير متناسبة ومن ناحية أخرى ضعف كتلة العضلات والتعب السريع ونقص الطاقة.
  • ردود فعل شديدة تجاه الضوضاء العالية والضوء القوي وما إلى ذلك.

نظن أنك قد تكون مهتم