حينما يصل الوالدان إلى سن الشيخوخة

كلما تقدم السن بالوالدين، يتزايد القلق. القلق إتجاه صحتهم البدنية والنفسية، القلق بشأن قدرتهم على الاهتمام بأنفسهم. ولذا فقد جمّعنا من أجلكم بضعة علامات يجب أن تلفت انتباهكم إلى المخاطر، إلى جانب أسئلة يجب طرحها.

مرجليت شيلو، مديرة منظومة الطب المدمج، وتعزيز الصحة، وتقليص الفوارق الاجتماعية في لئوميت

من المهم أن تخوضوا حديثا مع والديكم، ومن المهم أيضا أن تتأملوا فيهم وفي البيئة التي يقطون فيها لكي تتأكدوا من أنهم قادرين بصورة لائقة على رعاية أنفسهم، وأنهم يتلقون الرعاية المثلى. فإن صارت لديكم شكوك، فإننا ننصحكم بالتوجه إلى طبيبهم المعالج في أقرب فرصة. جمعنا من أجلكم بضعة نقاط تستحق الالتفات إليها، إلى جانب علائم تحذيرية قد تشير إلى احتمالية وجود مشكلة.

هل بإمكان والديكم الاعتناء بأنفسهم كما يجب؟

إن مصاعب مواجهة روتين الرعاية اليومية للذات، أو روتين تلقي العلاج في المنزل، قد تمثل إشارة إلى الاكتئاب، أو فقدان الذاكرة، أو الإعاقات الجسدية التي قد تتسبب في مصاعب في القيام بالواجبات المنزلية.
حدقوا في والديكم، هل ملابسهم نظيفة؟ هل هم يهتمون بأنفسهم مثلما كانوا في الماضي؟ هل روتين التنظيف لديهم (فرك الأسنان، الاستحمام، الاعتناء بالشعر) ما زال على حاله؟
انظروا حولكم داخل المنزل. فهل المنزل نظيف؟ هل تعمل الأجهزة الكهربائية؟ هل البيت مرمم كما يجب؟ هل الإضاءة سليمة؟ هل يعمل السخان الشمسي؟

هل يعاني والديكم من فقدان ذاكرة استثنائي؟

يعد فقدان الذاكرة عارضا منتشرا لدى الكبر في السن، وجميعنا نعاني من ذلك في بعض الأحيان. لكن هنالك فرقا بين التغيرات "الطبيعية" في الذاكرة وبين فقدان الذاكرة المرتبط بالزهايمر: في حالات النسيان العادية نميل إلى أن ننسى المكان الذي وضعنا في المفاتيح أو النظارات. وفي بعض الأحيان ننسى لقاء أو موعدا قمنا بحجزه. في المقابل، فإن حوادث النسيان التي من شأنها أن تكون أكثر إثارة للقلق، هي عندما نضيع في الأماكن المألوفة، أو نلاقي مصاعب في التعرف إلى ناس مألوفين، أو نسيان إطفاء الغاز، وغيرها.

هل والديكم آمنين في منازلهم؟

ترتفع نسبة الوقوع على الأرض مع ازدياد السن. إن السقوط على الأرض لدى المسنين قد يكون خطيرا، وقد يتسبب في أذى يستوجب الخضوع لعملية أو لتأهيل صحي مستمر. يجب عليكم العمل من أجل تحويل المنزل إلى مكان آمن. من المهم أن تهتموا بتثبيت حواجز قرب الدرج وفي الحمامات، إلى جانب إضاءة لائقة في جميع أرجاء المنزل. ننصحكم بإزالة السجادات، والتأكد من عدم وجود عوائق في الطريق، والاهتمام بجلب أحذية مغلقة تتشبث جيدا بالقدم، وانزال المعدات إلى ارتفاع يمكنهم الوصول إليه، وذلك من أجل تلافي حاجتهم إلى التسلق.
أما بالنسبة إلى الأهل المسنين الذين يتلقون علاجا دوائيا ثابتا، فننصح بتنظيم الأدوية من أجلهم في علبة خاصة بحسب مواعيد تناول الأدوية. حسب اليوم والساعة، ويجب التأكد من أن الوالدين قادرين على تشخيص الأدوية، ويعرفون ما أغراضها، وطريقة استخدامها.

هل والديكم آمنون على الطرقات؟

من شأن قيادة السيارة أن تنطوي على تحدي بالنسبة للمسنين: فهنالك الكثير من السيارات، وقوانين السير، ومسارات القيادة التي تتغير، إلى جانب المشاة غير المتوقعين. إن كنتم تشعرون بأن والديكم يتوترون أثناء قيادة السيارة، أو أن قيادتهم ليست بالنسبة إليهم أو بالنسبة إلى من يحيطون بهم، فيبدو أن الوقت قد آن لإقناعهم بالتوقف عن قيادة السيارة. ساعدوهم في الحفاظ على استقلاليتهم من خلال العثور على خيارات مواصلات بديلة، كالمواصلات البديلة، وسيارات السفريات المخصصة، وغيرها.

هل أصيب والديكم بالنحول مؤخرا؟

إن فقدان الوزن لدى المسنين هو أمر يجب أن يقرع ناقوس الخطر بكل تأكيد. فالمصاعب الجسدية التي تعترض الطبخ، كمصاعب قراءة التوجيهات، مصاعب الإمساك بأدوات الطبخ، المصاعب في الحفاظ على العادات أثناء الطبخ، غياب الرغبة أو الطاقة في الطبخ، فقدان حاستي الشم والتذوق، والأمراض المختلفة، والنسيان، كل هذه أمور تؤثر إما على رغبة والديكم أو على قدرتهم في تناول الطعام، ومن شأنها أن تفسر فقدان الوزن.
تأكدوا أن لديهم غذاء مغذيا متوفرا، وأن الثلاجة مليئة بالطعام الذي يتطلب عملا قليلا في تحضيره، وأنهم يتناولون وجبات منتظمة خلال اليوم.

ماذا عن حالتهم النفسية؟

تأملوا والديكم، اطمئنوا عليهم، تحدثوا معهم عن هواياتهم، وحول ما يثير اهتمامهم، وحياتهم الاجتماعية. إن أي مشوار خارج المنزل أو أي لقاء اجتماعي يؤثر على حالتهم النفسية وقدراتهم العقلية. ننصحكم بتقديم المساعدة لهم في الاستفسار عن الدورات، والمحاضرات، واللقاءات الاجتماعية، واللقاءات المخصصة للمسنين، والنشاطات الحركية المختلفة.

هل يملك والديكم القدرة على التنقل؟

انظروا إلى الطريقة التي يسير بها والديكم. هل هم قادرون على السير لمسافات قصيرة بسهولة؟ هل هم قادرون على التنقل داخل المنزل؟ هل يعانون من آلام تحد من قدرتهم على التحرك؟
حينما يكون والديكم غير قادرين على الحفاظ على توازنهم وهم واقفين، فهذا يعني أنهم معرضون لخطر الوقوع. يحتمل أن تساعد عصا المشي أو المشاية الخاصة بالمسنين على حفاظهم على توازنهم.

القلق صار يتزايد، وأجراس الخطر تقرع، فما الذي يجب فعله الآن؟

تحدثوا مع والديكم بانفتاح وصراحة.
تحدثوا معهم مسبقا عن خياراتهم الصحية للسنوات المقبلة، حول رغباتهم من ناحية ظروف المسكن، المساعدة الطبية، وغيرها. كلما كانت هذه المحادثة مبكرة، حينما يكون النقاش نظريا فحسب، فإن الأمور ستكون أسهل على الجميع، لدى المواجهة في اللحظة الحاسمة.
شجعوهم على الخضوع للفحوصات الطبية الثابتة، واقترحوا عليهم أن تنضموا إليهم لدى زيارتهم للطبيب.
عالجوا مشاكل الأمان، ساعدوهم في جعل المنزل أكثر سلاسة وملاءمته لاحتياجاتهم المتغيرة.
افحصوا إمكانية توفير المساعدة المنزلية لهم، المساعدة في الاغتسال وتنظيم أمورهم اليومية، المساعدة في الطبخ والتنظيف.
توجهوا إلى الطبيب/ـة أو الممرض/ـة والعامل/ـة الاجتماعي/ـة من أجل تلقي المساعدة. يكون تلقي الدعم من جانب مهني، في بعض الأحيان، كافيا لدفع والديكم لإدراك حجم احتياجاتهم.
انصحوا والديكم في التوقيع على توكيل مستمر، وهو إجراء قضائي يتيح لأي إنسان بالغ وعاقل يزيد عمره عن 18 عاما، في اختيار الأشخاص الذين سيقدمون له الرعاية ويهتمون بأمورهم.
راجعوا معهم، مرارا وتكرارا، أنكم تحبونهم وتريدون الأفضل من أجلهم.

نظن أنك قد تكون مهتم